الأمعري والفوز بلقب الدوري الفلسطيني الممتاز

أثارت بعض نتائج الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأمعري العديد من التساؤلات حول المستوى الحقيقي لفريق الأمعري الذي بقي متصدراً لجدول ترتيب االدوري ثمانية أسابيع متواصلة قبل أن يتنازل عنها مكرهاً لمطارده جبل المكبر في الأسبوع التاسع من عمر الدوري، وبات الآن ثالثاً بعد أن مُني بهزيمة ثانية أمام شباب الخليل في آخر مباريات الدور الأول لدوري الشهيد أبو علي مصطفى.
ولعل البداية القوية للأمعري في بداية الدوري جعلت المراقبين والمتابعين يقرون بأن الأمعري لن يتنازل عن اللقب هذا الموسم نظراً للتخطيط السليم والإدارة الحكيمة التي لا تتوانى لحظة في تقديم الدعم المادي والمعنوي والفني للفريق، وبالرغم من تلك البداية ظل فريق الأمعري يعاني كثيراً في خط الهجوم خاصة بعد إصابة إحسان صادق في بداية الدوري إضافة لسوء الطالع الذي يلازم مهاجم الفريق إياد أبو غرقود بالرغم من إمكاناته المميزة، الأمر الغريب والمثير للإهتمام أن ليبرو الفريق المميز <حسام وادي> هو هداف الفريق حالياً برصيد خمسة أهداف، من هنا أعادت الإدارة النظر في ترتيب أوضاع الفريق قبل بدء الدور الثاني ومحاولة ترميم الفريق بمهاجم أو اثنين لسد الفجوة التي كانت السبب الرئيسي في تأخر الفريق للمركز الثالث، وهو المطلب الأكثر ضراوة للمدير الفني للفريق غسان البلعاوي الذي استطاع الحفاظ على هيبة الفريق بالرغم من هذا النقص الذي عانى منه الأمرين.
لاشك أن الأمعري بقيادة البلعاوي يقدم أداءً راقياً في الدوري وإن تباين الأداء في بعض المباريات، إلا أن بصمات البلعاوي بدت واضحة في تغيير شكل الفريق وتجانسه، ولولا احتراف مهاجمه الفذ أحمد كشكش لاستطاع الأمعري حسم الدوري من دوره الأول، لذا فالأمعري مطالب بضرورة إيجاد البديل المناسب كي يستطيع المنافسة على اللقب بقوة، والأمعري قادر على ذلك في ظل وجود كوكبة من أفضل لاعبي فلسطين، ومعظمهم قوام المنتخب الفلسطيني، والأهم أن الفارق بين الأمعري وجبل المكبر المتصدر ثلاث نقاط فقط، وهو فارق يمكن تعويضه.
رئيس النادي وعد مراراًً وتكراراً بسد النقص الموجود في هجوم الفريق وأتم التعاقد مع اللاعبين الغزيين حمادة شبير وصالح عسلية والأخير لو تمكن من الوصول للفريق سيكون للفريق شأنٌ آخر في الدور الثاني لما يتمتع به من مواصفات المهاجم الرائع الذي يجيد استغلال أنصاف الفرص، إلا أن تعنت الإحتلال لا زال يعيق وصول اللاعبين لرام الله والإنضمام للفريق، وحتى في حال تم السماح للاعب واحد فقط من الاثنان فإن البلعاوي سيجد ضالته حتماً ففي حال سُمح لعسلية في دخول رام الله دون شبير فإن الفريق سيكون في كامل جاهزيته للدور الثاني، وفي حال سُمح لشبير دخول رام الله دون عسلية فسيصبح أمام البلعاوي مرونة في تغيير بعض المراكز وقد يدفع بحسام وادي مهاجماً بجانب أبو غرقود على أن يلعب حمادة شبير ليبرو، ولكن تبق المشكلة الأكبر إذا بقي الإحتلال متعنتاً في عدم السماح للإثنان بالخروج من غزة، في حين قد تنتهي المشكلة نهائياً في حال تم استقطاب لاعبين آخرين من أراضي 48 أو من أي مكان آخر قادرين على سد الثغرة الموجودة في الفريق، فهل تستطيع إدارة النادي تحقيق ذلك قبل بدء الدور الثاني!!
وهل يستطيع العبيد ووادي ورفاقهم من انتزاع لقب الدوري خلال مشوار الفريق في الدور الثاني إذا لم تستطع الإدارة سد الفجوة في خط الهجوم؟!
تبقى الإجابة على أرض الملعب في وقت تسابق فيه إدارة النادي الزمن لتأمين مطالب البلعاوي ولاعبيه كي تنجلي الشمس في إشراقة جديدة.. نتمناها دائمة.